تخطى إلى المحتوى

الإعتداء على المعلمين لماذا؟

  • بواسطة

الاعتداء على المعلمين.. لماذا؟؟

د. نورة خالد السعد
ما نشر في الصحف منذ أيام عن اعتداء طلاب إحدى الثانويات في ينبع على ط§ظ„ظ…ط¹ظ„ظ…ظٹظ† ووكيل المدرسة صليح السلمي الذي وضح أن التفاصيل بدأت بعد الانتهاء من رصد الدرجات وبدء تسليم الشهادات إذ تجمع طلاب الشهادة الثانوية أمام بوابة المدرسة وما أن خرج حتى بادروه بالاعتداء كما اعتدوا على مراسل المدرسة، مما استدعى تدخل المعلمين لإنقاذهما . مدير المدرسة طلال الذبياني أيضاً أكد أن هؤلاء الطلاب تجمعوا بعد نهاية الاختبارات وفي أيديهم العصي والأسلحة البيضاء ومن ثم بعد تسلمهم للشهادات ثاروا وبدأوا الاعتداء على معلميهم!! وطالبوا برفع نسبة النجاح!!
ولنتخيل الحادثة طلاب علم وفي مر حلة الثانوية أي بداية الدخول للجامعات والدخول بعدها في الحياة العملية.. يستخدمون العصي والحجارة والسكاكين (أدوات كي يحصلوا على النجاح)!! ويعتدون على (المعلمين وعلى وكيل المدرسة)!! وعددهم مائة طالب!! وسبق لهم أن هشموا سيارة أحد المعلمين في أول أيام الاختبارات..
وذكر في الخبر أن إدارة المدرسة اضطرت في وقت سابق وأمام التهديدات الخطيرة بإصدار 98شهادة وهمية للطلاب تفيد تجاوز نسبهم في الاختبارات 98؟ في محاولة لإنهاء الأزمة وفك حصار الطلاب..
هذه الخطوة من قبل الإدارة هل هي حل؟؟ وإذا كانت هناك تهديدات سابقة فما الذي اتخذ لإيقاف هذه المهزلة منذ البداية؟؟
ذكر أن بعض هؤلاء الطلاب (أبناء عمومة) للمعلمين ذلك أن أبناء قرية المرامية كما هم في معظم القرى تربطهم ببعض علاقات أسرية أو جيرة.. ولهذا قام المعلمون بتقديم طلب جماعي بنقلهم من المدرسة!! هل هذا أيضاً حل؟؟
وأيضاً هؤلاء المعلمون يرون أن نقل الطلاب إلى مدارس أخرى ليس حلاً ولا تمثل وسيلة ردع لهم بل قد تؤدي إلى آخرين أن يسيروا على خطاهم.. هناك من اقترح حرمانهم من المكافأة التي تصرف لكل طالب منهم ومقدارها 400ريال شهرياً.. بل هناك من طرح فكرة إغلاق ثانوية المرامية!!
والأسوأ أن الذين اشتركوا في هذا الاعتداء على المعلمين ليسوا فقط من الطلاب بل كما ذكر مدير المدرسة ان بعضهم كانوا من خارج المدرسة من أهالي القرية.. وهددوا المعلمين بالأسلحة البيضاء حتى امتد الحصار إلى الرابعة عصراً..
** إن من يقرأ هذا الخبر سيدهش أن الحدث والاعتداء في بيئة المدرسة أي مناخ تربوي ومحكوم بضوابط وقيم ولوائح جزاءات ومكافآت.. والقضية كتب فيها تقرير ورفع إلى محافظ ينبع وإلى مدير عام تعليم ينبع الذي حمل تقريره وسيذهب إلى الرياض لمقابلة مدير عام التعليم هناك حسب الخبر..
لن نستبق الأحداث ولا سلم الجزاءات الذي سيتم تطبيقه على هؤلاء الطلاب.. ولكن لابد أن نتساءل ما الذي أدى إلى الوصول إلى هذه المرحلة من الاحتقان لدى هؤلاء الطلبة؟؟ وما هي وسائل التقويم التي كانت المدرسة تتبعها من قبل طالما هناك حوادث سابقة من التهديد!! وتهشيم سيارة أحد المعلمين في بداية الاختبارات.. ولماذا تدخّل الأهالي في هذه الاعتداءات على معلمي أبنائهم وهم (أبناء عمومة) كما قيل؟؟ ** إننا أمام كارثة تربوية لا ينبغي التهاون في علاجها وكما أننا نحاسب المعلمين الذين يعاقبون بقسوة والذين يشتمون طلابهم ويسيئون معاملتهم.. ولكن في الوقت نفسه نحن نطالب بعقاب هؤلاء الطلاب عقوبة حاسمة تردعهم وتكون رسالة تحذير لسواهم.. لابد من حماية المعلمين من هذه الإساءات ولابد من إيقاف الأهالي عن التدخل المشين في هذه الاعتداءات التي تمثل سلوكيات غير سوية بل ومنحرفة إذا كنا نتحدث عن (مناخ تربوي مدرسي) لا ينبغي أن نبرر سلوكياتهم بذكر سوء سلوكيات المعلمين ، فالجانبان مهمان ولهما حقوق وعليهما واجبات والمجتمع المدرسي يفترض أن يكون (النموذج). أما أن يكون بهذه الصورة المهينة ولا تحميه سوى الشرطة!! فتلك مأساة تفرض علينا جميعاً الإسهام في إيقافها.

أصل الموضوع هنا


الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.