بشائر محمد
لعل ما قامت به إدارة التربية والتعليم من خطة مدروسة في الاعتماد على سياسة التقويم المستمر بالنسبة لصفوف المرحلة الابتدائية خطوة إيجابية في القضاء على رهبة الاختبارات التي تنشأ مع الطفل من مراحل دراسته الأولى وتستمر معه طوال مسيرته التعليمية وما يترتب عليها من مظاهر سلوكية ضارة يتبعها الطالب وترتبط عنده بهذه الاختبارات،حيث يمنح الطالب بعد تطبيق التقويم المستمر في مدارسنا وبنهاية كل فصل دراسي استمارة تحمل أهم المهارات الأساسية التي يجب أن يجتازها الطالب وبجانبها تقييم الأستاذ بكلمة (أتقن أو لم يتقن) معتمدا في ذلك الحكم على متابعة الطالب متابعة دقيقة طوال الفصل الدراسي ونتائجه في العديد من الاختبارات الجزئية التي يجريها له طوال مدة الدراسة. لكنها من وجهة نظري وبالرغم من إيجابياتها خطوة تحمل الكثير من السلبيات في الوقت الحالي وبكيفيتها تلك لأنها تقضي على روح التنافس بين الطلاب في إحراز أفضل المراكز والتسابق في ذلك حيث أصبحت لغة (أتقن ولم يتقن) هي اللغة السهلة التي يلوذ بها الهاربون من محاسبة الأهل، ثم إنها تتيح الفرصة لكثير من المعلمين الذين لم يعدوا بشكل جيد للتعامل بهذه الآلية مع الطلاب للمراوغة والتساهل في تقديم المعلومة للطالب، اعتمادا على أنه وحده (أي المعلم) فقط من يقوم بالتقييم ولا مراجعة أو تدقيق من أحد سواه.
هذا ما جعل أحد الأطفال يرد احتجاج والدته على الدرجة التي قام بتحصيلها في مادة الرياضيات في وأحد من الاختبارات المتعددة وهي (6 من 10) بقوله أهم شيء أنه أتقن.
بل في إحدى المرات سألت ابن صديقتي وأنا أصافحه وأسأله عن أخباره (وما أخبار الدراسة ؟) أجابني بدون تردد بطريقة أضحكت والدته (زين.. ط£ط±ط¨ط¹ط© أتقن ووأحد بس لم يتقن).كنت أتمنى والحال هذه أن يضاف إلى كلمة أتقن صفة تبين نوع ودرجة هذا الإتقان مثل أتقن بامتياز أو بشكل جيد إلى غير ذلك، حتى لا نقتل الحافز في نفوس أبنائنا وحتى نتأكد من المهارات التي يتمتع بها أو (يتقنها) معلمو هذه المرحلة تحديدا والوصول بهم إلى درجة عالية من الحرفية لأنهم المؤسسون بحق لمسيرة تعليمية طويلة وعليهم المعول في تنشئة صحيحة لبناء مجتمعي محكم ومتقن.