تخطى إلى المحتوى

صلاة الاستخارة ….


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن العبد في هذه الدنيا تمر به محن وإحن ، ويحتاج إذا وقف على مفترق الطرق أن يلجأ
إلى ربه ويفوض إليه أمره ، ويسأله الدلالة على الخير . ومن أعظم العبادات حال تشتت الذهن ونزول الحيرة بالإنسان صلاة الاستخارة التي دل عليها النبي صلى الله عليه وسلم
.. إذن ..
الاستخارة : اسم
واستخار الله طلب منه الخِيَرة , والمراد طلب خير الأمرين لمن احتاج إلى أحدهما
صفة طµظ„ط§ط© الاستخارة
إذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
إذا هم أحدكم بأمر فليصلِّ ركعتين ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، واستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب . اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر – ويسمي حاجته – خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ، ويسره لي ، ثم بارك لي فيه . وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري عاجله وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به
[ البخاري ]
وظاهر الحديث أن الدعاء يكون بعد السلام من الركعتين، بأن يرفع يديه بعد صلاة ركعتين، ثم يدعو بهذا الدعاء. وفي الحديث إن سبب هذه الصلاة هو الاستخارة، فلا يدعو بعد صلاة الفريضة، لكن إن دعا بعد كل صلاة، أو كرر صلاة الاستخارة، جاز ذلك، كما لو لم يظهر له ترجيح أحد الأمرين.
حكم صلاة الاستخارة
ط§ظ„ط§ط³طھط®ط§ط±ط© سنة بالإجماع
الأصل أنها مباحة إذا كان ذلك الأمر الذي يستخير فيه من الأمور العادية: كبيع وشراء وانتقال وسكنى. وتكون مستحبة إذا توقف في أمر من الأمور المهمة: كسفر لجهاد وحج وكصلة وصدقة في بعض المناسبات. وذلك لأنها بمنزلة الاستشارة عند التوقف في أمر من الأمور التي تعرض للإنسان ولا يدري هل يمضى فيها أو يتركها؛ لأنه لا يعلم عواقب الأمور، فقد يتوقف في النكاح من تلك المرأة، أو تزويج ذلك الرجل؛ حيث لا يعلم هل فيه مصلحة أو فيه مضرة، فكان من المناسب أن يسأل ربه عن ذلك الأمر: هل فيه خير أو فيه شر؟ حتى يفتح الله عليه، وهكذا يقال في الطلاق والقصاص والوظائف والشركات والمساهمات وما يلحق بها، فهي لا تخرج عن كونها مباحة أو مستحبة والله أعلم
آداب صلاة الاستخارة
أن يتبرأ المرء من حوله وقوته وعلمه واختياره لنفسه، ويعتمد على الله سبحانه وتعالى في ذلك كله ويفوض إليه أمره ويوطن نفسه على الرضا التامِّ والتسليم بما سيختاره له ربه ويقدره فهو سبحانه العليم بعواقب الأمور كلها، الحكيم في أفعاله ومقاديره، والرحيم بعباده، لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه، فإذا صدق العبد في ذلك التبرؤ والاعتماد والتفويض ووطن نفسه على تلك المعاني واستخار الله تعالى فسيختار الله له ما فيه الخير وسيشرح صدره لما قدر له ويُرضِّيه به ويصرف عنه ما سوى ذلك، فعندئذ عليه أن يتوكل على الله وأن يمضي فيما انشرح له صدره
تنبيهات
1-عود نفسك الاستخارة في أي أمر مهما كان صغيراً .
2- أيقن بأن الله تعالى سيوفقك لما هو خير ، واجمع قلبك أثناء الدعاء وتدبره وافهم معانيه العظيمة .
3- لا يصح أن تستخير بعد الفريضة ، بل لابد من ركعتين خاصة بالاستخارة .
4- إن أردت أن تستخير بعد سنة راتبة أو صلاة ضحى أو غيرها من النوافل ، فيجوز بشرط أن تنوي الاستخارة قبل الدخول في الصلاة ، أما إذا أحرمت بالصلاة فيها ولم تنوِ الاستخارة فلا تجزئ .
5- إذا احتجت إلى الاستخارة في وقت نهي ، فاصبر حتى تحلَّ الصلاة ، فإن كان الأمر الذي تستخير له يفوت فصلِّ في وقت النهي واستخر .
6- إذا منعك مانع من الصلاة – كالحيض للمرأة – فانتظر حتى يزول المانع ، فإن كان الأمر الذي تستخير له يفوت ، فاستخر بالدعاء دون الصلاة .
7- إذا كنت لا تحفظ دعاء الاستخارة فاقرأه من ورقة أو كتاب ، والأولى أن تحفظه .
8- يجوز أن تجعل دعاء الاستخارة قبل السلام من الصلاة – أي بعد التشهد – كما يجوز أن تجعله بعد السلام من الصلاة .
9- إذا استخرت فأقدم على ما أردت ولا تنتظر رؤيا في ذلك .
10- إذا لم يتبين لك الأصلح فيجوز أن تكرر الاستخارة .
11- لا تزد على هذا الدعاء شيئاً ، ولا تنقص منه شيئاً ، وقف عند حدود النص .
12- لا تجعل هواك حاكماً عليك فيما تختاره ، فلعل الأصلح لك في مخالفة ما تهوى نفسك .
13- لا تنس أن تستشير أولي الحكمة والصلاح واجمع بين الاستخارة والاستشارة .
مسائل في صلاة الاستخارة
1- أن الاستخارة سنة بالإجماع .
2- أنها لها صلاة دون الفريضة ركعتان كما صح الحديث لذلك .
3- هل يقدم الاستخارة أو الاستشارة ؟ قال بعضهم يقدم الاستخارة ثم الاستشارة وهو اختيار شيخنا (بن باز) .. وقال بعضهم العكس .. والتحقيق جواز فعل الأمرين .
4- هل الدعاء يكون في الصلاة أو خارج الصلاة ؟ ..
سئل العلامة ابن تيميه في الفتاوى فأجاب : إن دعا قبل السلام أو بعده كله جائز والأولى أن يكون قبل السلام .
5- من دعا بعد السلام فلا مانع أن يرفع يديه .
6- لا تكون الاستخارة إلا في الشيء المتردد فيه وما كان متيقن لا استخارة فيه .
7- لا استخارة في الواجبات .
8- إذا لم يظهر له شيء بعد الاستخارة فلا مانع من تكرارها مرتين أو أكثر .
9- إذا تردد في أمره وأراد أن يصلي الاستخارة فتيقن قبل الصلاة فلا استخاره .
10- لا يستخير أحد عن أحد .
11- إذا شك في أمره وشرع في الصلاة ثم تيقن وهو في الصلاة فينويها نافلة مطلقة .
12- لا استخارة في المكروهات من باب أولى المحرمات .
13- تبدى صلاة الاستخارة في كل موضع تصح فيه الصلاة

إذا تعددت الأشياء فهل تكفي فيها استخارة واحدة أو لكل واحدة استخارة ؟
الأولى والأفضل لكل واحدة استخارة وإن جمعها فلا بأس .

هل يصلي الاستخارة في وقت النهي ؟
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : هل يصلي الإنسان صلاة الاستخارة في وقت النهي ؟
" قال صلاة الاستخارة إن كانت لأمر مستعجل لا يتأخر حتى يزول النهي فإنها تفعل ، وإن كانت لسبب يمكن أن يتأخر فإنه يجب أن تؤخر "
ما حكم أداء صلاة الاستخارة بعد صلاة الفجر مباشرة ؟ وهل هناك وقت مفضل لأدائها ؟ وهل نصلي الاستخارة ثم ننام ،كما هو شائع ،أم لا؟
إذا كان هناك حاجة ملحة وعاجلة فلا حرج في أدائها بعد صلاة الفجر؛ لأنها تكون من الصلوات ذات الأسباب.
وإن لم يكن هناك حاجة ملحة فإنها تؤخر إلى ما بعد طلوع الشمس، وأما النوم بعد صلاة الاستخارة فلا أصل له ، ولا دليل عليه
أ.د. صالح بن محمد السلطان
أستاذ الفقه بجامعة القصيم
إذا احتاجت الحائض والنفساء لصلاة الاستخارة فما العمل؟
حيث إن الحائض والنفساء تسقط عنها صلاة الفرض لما معها من الحدث الدائم، فإنا نرى أنها لا
تشرع لها صلاة الاستخارة، كما لا تشرع لها صلاة الضحى ولا التهجد بالليل ولا بقية نوافل الصلاة، فإذا احتاجت إلى الاستخارة في أمر من الأمور المهمة، فإنها تستقبل القبلة وترفع يديها وتدعو بدعاء الاستخارة، وتردد ذلك وتلح في الدعاء، وتظهر صدق الرغبة وشدة الحاجة، وتكرر ذلك حتى ترى ما ينشرح له صدرها. ويجوز أن توكل من أقاربها من يستخير لها الاستخارة المشروعة بعد الصلاة المندوب إليها، وتنظر هي ما ينشرح له صدرها بعد استخارتها أو استخارة من توكله ليدعو لها.
ما حكم تكرار صلاة الاستخارة ؟ وهل يُعدُّ تكرار صلاة الاستخارة من البدعة ؟
لا بأس من تكرار الاستخارة إذا لم يطمئن الشّخص .
وإذا قام الشّخص بالاستخارة على الوجه الشّرعي فإنّه يمضي لما عزم عليه ولا ينتظر مناما ولا غيره ، وكثير من الناس يعتقد أنّه إذا صلى الاستخارة ونام بعدها مباشرة فإنه سيرى النتيجة في منامه ، وهذا اعتقاد غير صحيح فقد يفعل الشّخص ذلك ولا يرى في منامه أيّ شيء على الإطلاق . ولذلك على المسلم أن يكتفي بما جاء به الشّرع ويفعل مقتضى الحكمة ، فهو يستشير العقلاء الثّقات ويتدبّر في أمره وينظر في الأصلح له فإذا اتّخذ قراره أو مال إلى فعل شيء فإنّه يستخير الاستخارة الشّرعية ثم يُقدم على ما قرّره وهو واثق أنّ الله سيختار له الخير . والله أعلم.
:::
تم نقل بعض المعلومات من مواقع عدة على الانترنت
ومن مطوية : صلاة الاستخارة
ومن موقع الشيخ عبد الله بن عبدالرحمن بن جبرين
ومن قسم الفتاوى في موقع الشبكة الإسلامية

((( منقول – للفائدة )))


الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.