تخطى إلى المحتوى

مبدأ التربية أولا قبل التعليم

  • بواسطة

نشر هذا في جريدة الوطن بتاريخ 5/ 2/ 1445 تطبيق ظ…ط¨ط¯ط£ ط§ظ„طھط±ط¨ظٹط© ط£ظˆظ„ط§ ثم ط§ظ„طھط¹ظ„ظٹظ… يقضي على المشاكل قبل حدوثها
من المسلمات المتعارف عليها تربويا أن فائدة عملية التعليم والتعلم لا تصبح ذات معنى إذا لم تترجم الخبرات التي يمر بها المتعلم إلى سلوك فعلي وأهما ما يتعلق بالقيم والمهارات السلوكية الوجدانية للفرد تجاه نفسه والمجتمع الذي يعيش فيه وقد أحسنت وزارة التربية والتعليم متأخرة كما هي دائما للأسف – عندما قامت بتغيير مسماها من المعارف إلى التربية والتعليم وقد سبق ذلك تغيير مسمى المدرس إلى معلم لشمولية اللفظ ، وذلك عندما أدرك الجميع أننا نفقد الكثير من التربية وكذلك القليل الأقل من التعليم .
ولعل منشأ ذلك هو أن طريقة معالجتنا لأمورنا كلها دائما عبارة عن ردود أفعال لما يحصل من إشكاليات على جميع المستويات دون التخطيط المسبق والسليم للعمل على تجنبها بتبني الدراسات الإستراتيجية والأساليب الوقائية بالنظرة الثاقبة للمستقبل واستقراء الأحداث لتلافيها قبل حدوثها ، علما أننا بذلك نجني فوائد جمة بتوفير الهدر الناتج عنها ، وأحسب أن مرد ذلك أن التعليم سابقا كانت حاجته إلى التربية أقل من الآن بكثير ، حيث كانت المحفزات الايجابية البناءة للتربية السليمة كثيرة والتي لها دور ايجابي بارز في تقويم السلوك حيث كان الجميع يؤثر فيها ، ابتداء من سلطة الدولة مرورا بسلطة المجتمع والإعلام وليس انتهاء بدور الأسرة والمدرسة مقابل ذلك ازدياد المعطيات الحضارية التي لها دور سلبي في هذا الأمر مع انتشار ثقافة الماديات وسيطرتها على كثير من أمورنا ، وسرعة امتصاص شبابنا للأسف لكل ما هو رديء ، وحدوث خلل في ثقافة العيب .
فمعلم الأمس يهتم بعملية التدريس ويلاحظ القيم بشكل عفوي حرصا على ثقافة المجتمع وأنماطه السائدة ، بدافع ذاتي منه رغم أنه لم يتبصر كثيرا في صياغة الأهداف السلوكية الوجدانية التي تملأ دفاتر تحضير معلمينا الآن ولا نجد لها أثرا في ترجمة ما تحمله من قيم مكتوبة إلى سلوك فعلي مع قلة جانب التأثير والتأثر بين المعلم والطالب إلا ما ندر. وكان المجتمع في مناسباته العامة والخاصة المصغرة له دور بارز في الإسماع والاستماع وكل أطيافه لها دور في التوجيه والإرشاد . واختلف تكوين الأسرة النووية التي تخلو تخلو من كبار السن الذين يتبنون الحرص على القيم الاجتماعية والدينية ولهم القبول لدى جميع أفراد الأسرة مع كثرة انشغال الكبار وقلة الجلسات الأسرية ، واستقطاب التلفاز لجزء كبير منها ، ورجل الأمن في الإدارة و الشارع له هيبته التي يستمدها من دوره فلا يجرؤ أحد على مخالفة أمنية أو مرورية أو حتى خدش الذوق العام بما لا يخفى عليكم .
أما وسائل الإعلام وما أدراك ما وسائل الإعلام فمن اللغط أن أحدثكم عن شيء تعرفونه وماذا أصبح عليه بعضها من الإسفاف وفساد الذائقة التي بواسطتها يصبح كثير من الهرطقة التي نراها ونسمعها الآن شيئا فشيئا مستقبلا أمرا اعتياديا ومقبولا ويؤثر بقوة في تدني ثقافة الشعوب وفي همة الشباب واهتماماتهم . لذا يجب – وليت هذه ( اللذا ) تصبح إلزامية وفرض عين كما هي فعلا – أن تتكاتف الجهود لكافة حلقات التأثير المذكورة سابقا في سلسلة مترابطة يدعم كل منها الآخر ويضطلع كل منا بمسؤوليته كل بحسب دوره وموقعه ، ونرسم هدفا موحدا لبناء مجتمع سليم له عقيدة صحيحة وهوية واضحة ليبني مستقبلة بين الأمم ونكون أمة تفخر بأبنائها خلقا وعلما ، حاضرا ومستقبلا مثلما كنا نفخر بماضينا . ونرفع شعار (( التربية أولا ثم التعليم )) في مدارسنا ، لنحقق الشعار الإلهي (( كنتم خير أمة أخرجت للناس )) .

مدير مدرسة البخاري بخميس مشيط / سعد محمد التوم


الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.