أ . د . سالم بن أحمد سحاب
قد لا يجانب أحدنا الصواب إن زعم أن وزارة التربية والتعليم هي أم الوزارات، فهي التي يتعامل الطفل
مع منسوبيها منذ بدء خروجه اليومي المنتظم من داره إلى مدرسته، وربما استمرت هذه العلاقة حتى
الممات لأن قائمة عملاء الوزارة تتضمن الأخ والأخت والابن والبنت والحفيد والحفيدة.
والأم بطبعها ذات «فشة» كبيرة تتحمل صنوف النقد وربما الهجاء بالرغم من كل ما تبذله من عطاء ومحبة وصبر. وهذا أحد أبناء الوزارة يرسل لي
ناقما على ما يُسمى (نظام ط§ظ„طھظ‚ظˆظٹظ… المستمر) الذي بدأته الوزارة قبل سنوات قليلة، وهو اليوم مطبق على معظم صفوف المرحلة الابتدائية. أهم ما في
الرسالة أن هذا النظام ألغى عملية الاختبارات مكتفيا بتقويم الطالب في مهارات محددة. وهو نظام ثبت فشله بشهادة (المعلمين) و(أولياء الأمور). ومع
ذلك فالوزارة قامت بتعميمه ليشمل حتى الصف السادس.
يقول المعلم المجرب كاتب الرسالة أن من أسباب هذا الإخفاق ما يلي:
* التقويم ط§ظ„ظ…ط³طھظ…ط± يطبق في ظروف غير مناسبة إذ يبلغ عدد طلاب الفصل الواحد ما بين 30 إلى 40 طالبا.
حصيلة الطلاب في مادة الإملاء ضعيفة جدا حتى إن بعض طلبة الصف السادس لا يحسن كتابة اسمه بشكل سليم.
* في مادة الرياضيات لا يعرف الطالب جدول الضرب ولا يعرف مفهوم القسمة.
*في السابق كان طالب الصف السادس يقرأ ويستنتج من قطعة مكتوبة أمامه جميع القواعد النحوية التي درسها. أما اليوم فغالبا لا يجيد حتى القراءة.
وأما أولياء الامور فتصلهم نتيجة مكتوب فيها الرقم 1، وهي مبهمة غامضة لا تبين نقاط القوة أو الضعف. وينالها الجميع مستحقا وغير مستحق. وقد
يقول البعض أن المعلم أحد أسباب الإخفاق، وربما تحمل المعلم جزءا من المسؤولية. لكن لو رسب الطالب ستأتي لجنة (المعلم ليس من ضمنها)، وتمنح
هذا الطالب نجاحا لا يستحقه رغماً عن أنف المعلم.
ويضيف: قد يكون هذا النظام مريحا جدا لعدم وجود اختبارات وأسئلة وطباعة، لكنه لا يحقق المطلوب. وأما نجاحه في دول اخرى، فلا يعني
بالضرورة نجاحه هنا في المملكة.
هي ظˆط¬ظ‡ط© نظر لا بد من الاستماع إليها وتفنيد ما جاء فيها. ومعالي الدكتور عبد الله عبيد يدرك تماما أن الحقيقة والحكمة ضالة المؤمن أبدا.