أين القدوة ؟
سؤال طويلٌ عريضٌ !
من القدوة ؟! يطالبُ المعلمُ دوماً بأن يكون قدوة ومثلاً في خلقه وسلوكه ومنطقه .
إنها معاناة أن يضعني المجتمعُ (كمعلم)تحتَ المجهرِ , فهو قدوةُ الأجيال ومربي الناشئة . هو صانعُ العقول .
إنني ياخادم ط§ظ„طط±ظ…ظٹظ† ط§ظ„ط´ط±ظٹظپظٹظ† كمعلم سعودي خصصته بغاية عطفك وبجميل رعايتك . بدأتُ في رسالتي المهنية معلماً أستحقُ المستوى الخامس بحسب الأنظمة التي نلتزم بها جميعاً كمواطنين أولاً وكموظفين ثانياً .
تمَّ تعييني على المستوى الثاني الدرجة الثالثة رغم استحقاقي نظاماً إلى المستوى الخامس . قلتُ سمعاً وطاعةً فقد قيل لنا آنذاك أن البلد تمرُ بضائقة مالية لذلك اضطرت الجهات المعنية لاتخاذ هذا القرار . كان لسان حالي ومعي كل المعلمين والمعلمات " لبيك ياوطني متى احتجتني , لبيكم ياولاة أمرنا بالروح نفتديكم ونفتدي الوطن " .
لقد عملتُ بجد واجتهاد وإخلاص وتفانٍ ,دون النظر إلى كوني قد عينت على مستوى أقل من المستحق .
حين عاثت موجة الإرهاب في بلادنا وقفناجميعاً يداً واحدةً نحارب الإرهاب ونحذر منه عبر برامج كثيرة في مدارسنا , عبر رحلة طويلة من الجهود والتخطيط لتوعية أبناءنا الطلاب من هذا الخطر العظيم . كنَّا نضم أيدينا معكم ومع رجال أمن , ونقوم بدورنا لتنمية حب الوطن في قلوب وعقول تلك البراعم الناشئة نستذكر معهم جميعاً مجمل تفاصيل رحلة البطل الموحد عبدالعزيز -رحمه الله- .
ونؤكد لهم أن البطل المؤسس قد خلق لنا وحدة وطنية كبرى لن نتنازل عنها , ولن نسمح لأي مخرب أو مفسد أن يمس تلك الوحدة التي قامت على الكتاب والسنة في ظل رجلٍ عادل أنجب لنا رجالاً حكاماً يطبقون شرع الله عدلاً وصدقاً .
كان لتلك الجهود -التي نراها واجباً علينا , لاتفضلاً منا , فالوطن نفتديه بأرواحنا – كثير الأثر في نفوس الطلاب حيث حظيت تلك بإبداعات الطلاب في تصديهم لظاهرة الإرهاب عبر كثير من الإبداعات المختلفة منها ماجاء كرسوم , ومقالات , واناشيد , وعبارات وتفعيل وجداني رائع .
أجيالٌ مرت من بين أيدينا بعضهم حين التقيتهم ذات صدفة , وجدت تلك البراعم قد نمت وكبرت جسداً وفكراً ! كنتُ سعيداً بهم ! كنتُ فخوراً بهم !
كنَّا نسعى إلى أن نعلم القيم ! لنكون معلمين لامجرد مكرسين لتك القيم !
خادم الحرمين الشريفين حفظه الله …
ما ألفنا منك إلا كل خير . ولعل في قرارك الكريم بتحسين مستويات المعلمين المعينيين على مستويات أقل أقرب لفة كريمة زمناً وقرباً شعورياً . كنت البطل الحقيقي , والأب الحنون . إن قرار التحسين كان واضحاً وجلياً بمنحنا حقنا بالمستوى والدرجة المستحقة وكانت الفرحة والبهجة تحيط بنا وقلوبنا وأيدينا مرفوعة بالدعاء لكَ .
وستظل تدعو لكم في كل المواقف والحالات فأنت الأب والوالد والرمز والقائد وأنت الذي تقود السفينة ومتى مارأيت الرأي النافع وغلبت المصحلة فنحن خدامٌ لرأيك ننفذه مهما يكن .
لكننا اليوم ياخادم الحرمين الشريفين …
وجدنا أنفسنا مرتهنين فلا أدري ما أقول لكَ …أينفع الاعتذار ..؟ أم أنه لايجدي ..؟!
لقد فجعنا , وصعقنا , بتلك التصريحات التي أفضت بها ط§ظ„ظ‚ظٹط§ط¯ط§طھ في ط§ظ„ظˆط²ط§ط±ط© بتحويل قراراكم من تحسين إلى المستوى المستحق عن طريق استحداث وظائف إلى مجرد تسكين على وظائف عبر آلية تكرس الظلم وتنفي العدل وتزهق الحق الذي أردتموه لنا !
لقد تساوت الدفعات فمن أمضى سنوات كمن أمضى دقائق في الخدمة معدودات . بل إن الظلم وقع , والجريرة أمست بظلماتها أشنع .
خادم الحرمين الشريفين …
إذا كانت القيادات الكبرى في وزارة التربية والتعليم تمارس التلونُ, وتمارس ارتداء الأقنعة ! بل وتتصارع فيما بينها فحيناً يصدر المليص قراراً مائجاً ينقضه الوزير الفاضل ثم يأتي الوزير ليصرح تصريحاً ينفيه مصدر مسؤول في الوزارة ثم يأتي الجارالله ليصرح تصريحاً ينقضه قرارفعلي ..!
سيدي ,,
لاتنتظروا منَّا التنسيق والدقة في أعمالنا طالما القيادات في الوزارة متضاربة في قراراتها وفي رؤيتها وفي تصريحاتها ….
لاتنتظروا منا التنظيم في العمل والقيادات في الوزارة تخبطية عشوائيةفي آدائها ضبابية في رؤيتها ؛ ولا أدل على ذلك من قرار تمديد دراسة طلاب الصفوف الدنيا العام الماضي أسبوعين بينما زملاؤهم طلاب الصف السادس يؤدون الاختبارات لتتراجع الوزارة وتتملص منه عبر رسالة جوال من المليص (المحترم) ..!
لاتنتظروا منا المصداقية والشفافية طالما أن القيادات ممثلة بالحميدي يصرح تصريحات رسمية ومعتمدة وعبر موقع الوزارة أن تحسين المعلمين سيكون على أقرب راتب كتسكين وليس بحسب سنوات الخدمة , ليأتي الليلة في القناة الأولى ليقول إن الآلية لم تصلنا بعد ..! رغم أنه عقد مؤتمراً صحفياً يوم أمس يستعرض ويشرح ويوضح فيه الآلية ..!
صدقني لن يفلح التعليم طالما أن القيادات بذاتها غير منظمة وغير دقيقة , وفي حالة من التخبط والارتجالية الدائمة , مفتقرة إلى المعلومة الصحيحة والصادقة ..!
بل وتعيش في ضبابية وازدواجية الرؤية والقرار .إن تلك الممارسات لو حدثت من مدير مدرسة لأقيل أو عزل في ساعته لأن في تلك تخطبات واضحة تؤدي إلى خلل كبير وفجوة في مسيرة العمل وبالتالي فإن أي عمل عشوائي تخبطي لن ينجح مهما كانت المراواغات ومهما كانت قوة التضليل الإعلامي …!
بعد هذا هل ينتظر مني كمعلم / أن أكون مشابهاً للقيادات في الوزارة ؟!
أليس من حقي كمعلم أن أجد من تلك القيادات وضوحاً ومصداقية وأليس من حق الوطن أن يستنجد بأبناء جدد يمتلكون قدرة ورؤية على إدارة دفة الوزارة التي تعتبر من أهم الوزارات وتحظى بدعم مالي ورعاية خاصة من مقامكم الكريم …!!
سيدي ,,,
أترى أنه من الأفضل للتعليم أن اقتدي بالقيادات المسؤولة في الوزارة وأسير على نهجهم ؟! أو أن أتخذ منهجكم ومنهج والدكم من قبلكم لي قدوة ومنهجاً في رسالتي التعليمية التربوية مع طلابي ؟!
أطلتُ عليك ياخادم الحرمين الشريفين لكنك أبٌ ونحن أبناءك وأولئك إخوة لنا يخطئون ويصيبون وفي الوطن أيضاً أبناء آخرون جديرون بالثقة ..!
أليس من حقي كمعلم أن أجد من تلك القيادات وضوحاً ومصداقية وانتظاما ودقة في التخطيط وسلامة عند التنفيذ .. وأليس من حق الوطن أن يستنجد بأبناء جدد يمتلكون قدرة ورؤية على إدارة دفة الوزارة التي تعتبر من أهم الوزارات وتحظى بدعم مالي ورعاية خاصة من مقامكم الكريم حينما يجفا أولئك الصواب ..!
خادم الحرمين الشريفين …
سنظل نسير على منهجك أيها الملك العادل , وسنلتزم الجد والاجتهاد والمثابرة ,ونعمل مخلصين لهذا الوطن ولولاة الأمر … ومهما تخبطت القيادات في الوزارة فإن ذلك لن يثيرنا إلى أهمال مسؤولياتنا أو إلى فوضى أو تقصير .. وإنما قلت قولي ذلك من باب الألم والتأسي لما يحدث ..!