رغم أهميته وجهد الوزارة في توفيره للمعلمين .. البعض يتذمر
المعلمون: زيادة الحافز المادي ورفع كفاءة المدربين كفيلان بنجاح التدريب التربوي
– صالح آل طلحاب من الرياض – 09/02/1441هـ
فرض التدريب التربوي نفسه على الساحة التعليمية خلال السنوات الماضية، فقد استطاعت وزارة التربية والتعليم وبعد جهد كبير تقنين التدريب التربوي ووضع أنظمة وأسس وقواعد له، كما شكلت له إدارة خاصة به، يتمكن من خلالها المعلم من أخذ ما يريد من دورات وبسهولة عن طريق التنسيق مباشرة والتقديم على هذه الإدارة، كما استطاعت الوزارة توفير عدد كبير من الدورات التدريبية والمتنوعة لتشمل كل ما يهم المعلم، المرشد، الوكيل، المدير، والموجه. كما قدمت عددا من الدورات في مبادئ الحاسب الآلي، واللغة الإنجليزية.
وحاولت الوزارة توفير مبلغ مادي نظير التحاق هؤلاء المعلمين بمثل هذه الدورات، تمثل في مبلغ 20 ريالا عن كل يوم تدريب، كما جعلت هناك دورات تدريبية صباحية ومسائية كل حسب رغبته.
ورغم هذه الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة التربية والتعليم فإن هناك مآخذ وملاحظات من عدد من المعلمين على هذه الدورات، فمنهم من يقول إن المقابل المادي ضعيف، ومنهم من يصف مستوى المدربين بالمتواضع، ومنهم من يعاني من مديره بعدم إعطائهم الفرصة أو إخفاء إعلان الدورات عنهم.
من جانبه يقول أحد المدربين: إن إنشاء إدارة مستقلة وتخصيص مكان خاص يجمع المتدربين تحت مظلة واحدة لا شك فكرة رائدة وصائبة في الوقت نفسه، ويؤكد أنه ليس بالضرورة أن يقدم المدرب شيئا جديدا لدى المعلمين، بقدر ما هو تبادل للخبرات بين المعلمين ومدربهم.
ويضيف عيد العنزي وهو معلم أن بعض المديرين يقوم بإخفاء الدورات التدريبية عن معلمي مدرسته بحجة ألا ينتسبوا إلى دورات صباحية وبالتالي لا يحصل عجز في الدوام لديه، ويؤكد أن بعض الدورات صباحي وقليل منها مسائي وبالتالي لا بد أن يأخذ المعلم هذه الدورات الصباحية وهي من حقه وليس من حق أحد أن يمنعه.
ويرى خلف عوينان الخمشي أن كثيرا من المعلمين يسعى للاستفادة من الدورات التدريبية ولكن يحول دون ذلك تحديد الفترة الصباحية كموعد لبعض هذه الدورات، مما يجعل هدف هؤلاء المعلمين سرابا يحول دونه ارتباطهم بأعمالهم الصباحية.
من جهته يرى الدكتور سامي السقا المتخصص في طرق التدريب التربوي للمعلمين أهمية وجود بيئة ملائمة للمعلم لتتحقق الفائدة المرجوة من حضوره إلى الدورات التدريبية.
ووصف جودة المكان وملاءمته من العوامل المهمة لإيجاد بيئة تدريبية مناسبة، على سبيل المثال تجهيز القاعة من إضاءة، تكييف، مقاعد، وشاشات عرض، أما إذا كان الهدف فقط إقامة دورة تدريبية وفي أي مكان فإن المعلمين لن يستفيدوا أي شيء وهذا ما كان واقعا، وجعل الكثير من المعلمين يتذمرون من الالتحاق بدورات تدريبية وينفرون منها.
ويرى عبد الله ناصر الصويان معلم مرحلة متوسطة أن الميزانية التي رصدتها وزارة التربية والتعليم لتدريب المعلمين غير كافية ولا تلامس حاجة المعلمين لتطوير قدراتهم، بدليل أن بعضا من الدورات التدريبية تقام في مدارس أهلية خاصة، وغالبا ما تكون هذه المدارس غير مؤهلة، وبها آثار عبث من الطلاب.
وطالب بضرورة تخصيص مقابل مادي للمعلمين الملتحقين بالدورات، خاصة أنها تطوعية، ويفترض أن يكافأ المعلم عندما يطور قدراته متطوعا، أو على أقل تقدير تحدد وزارة التربية والتعليم عددا معينا من الساعات التدريبية من يتجاوزها يتقاضى مقابلا ماديا مكافأة له، وليس 20 ريالا عن كل يوم، خاصة أنه في النهاية يخدم العملية التعليمية.
ووصف مستوى الدورات التدريبية التي تقام للمعلمين بالمتواضع في غالبها، فهو شخصيا التحق ببعض منها وعاد بنفس أدائه، لضعف قدرات بعض المدربين وكذلك تكرار ما يقال بها من معلومات.
ووافقه القول زميله ناصر الحنان مضيفا أن 20 ريالا عن اليوم الواحد قليلة جدا، ولماذا لا يحصل المعلم مثلا على 300 ريال عن الدورة الواحدة لا شك أن ذلك يعد محفزا جيدا، وقد يتم رفع المقابل وخفضه تبعا لأهمية الدورة التدريبية، ومدتها.
ويساءل الحنان: لماذا لا يكون المدربون من حملة الدكتوراة، أو الماجستير، ولماذا لا يستفاد من خبرات عالمية في التدريب.
وطالب عبد اللطيف الحربي وزارة التربية بدعم قطاع التدريب بميزانية ممتازة، مشيرا إلى أنه وزملاءه يحلمون باليوم الذي يحضر فيه زملاؤهم بالمئات في قاعات على مستوى كبير من التجهيز والإمكانات الجيدة.
وطالب بضرورة إقامة دورات مدتها لا تقل عن أسبوع إلى أسبوعين، لتتحقق الفائدة فثلاثة أيام غير كافية، كما يجب استقطاب مدربين أكفاء يتسابق ط§ظ„ظ…ط¹ظ„ظ…ظˆظ† للتسجيل لديهم بحثا عن الفائدة.
ويتساءل صالح الخالدي لماذا لا يربط تحسين المستويات بعدد الدورات التدريبية أو يمنح المعلم درجة إضافية مقابلها، خاصة إذا ما علمنا أن هناك معلمين قضوا الكثير من وقتهم في الجد والاجتهاد والمسابقة على التسجيل في الدورات، بينما غيرهم قد يمضي على تعيينه معلما سنوات ولم يلتحق بأي دورة ويحصلان كلاهما على الدرجة والعلاوة نفسها.