المعلمون جهزوا فصولهم على نفقتهم الخاصة زاوية للعب و"داتا شو" لتعليم طلاب مدرسة ابتدائية بالأحساء
الزاوية التعليمية بفصل المعلم حسين البوحسن
الأحساء: عبد الله السلمان ابتكر معلمون للصفوف الأولية بمدرسة ضمرة الجهني الابتدائية وفصول التربية الفكرية بقرية القرين شمال الأحساء طريقة حديثة لجذب وتعليم طلاب الصف الأول، تمثلت في استحداث زاوية تعليمية تشتمل على حاسب آلي وسبورات صغيرة ودمى تعليمية على شكل الحروف الهجائية ومكعبات.
وقال المعلم حسين البوحسن إنه من خلال تجربته مع تعليم الطلاب في الزاوية التعليمية التي تعتمد على التعلم عن طريق اللعب اكتشف مدى قابلية الطالب في اكتسابه وإتقانه للمهارات الواجب تعلمها، حيث تلامس أيادي الطالب الحروف مباشرة، ويرى من خلال اللعب متعة تمكنه من ممارسة طريقة تعليمية جديدة ومحببة؛ فالأطفال بطبعهم يميلون كل الميل للعب.
دمى وصلصال
وأضاف البوحسن أن هناك أكثر من طريقة لتعليم الطالب الحروف، فمنهم من يفضل تعلمها من خلال الحاسب الآلي والترديد معه، ومنهم من يسرح ويمرح مع الدمى والسبورات الصغيرة والصلصال، وقال إنه أنفق ما يقارب من ثمانية آلاف ريال لتجهيز صفه، موزعة على جهاز العرض "داتا شو" والحاسب الآلي وعدة وسائل متفرقة، وحظيت زاويته التعليمية بزيارات من قبل الموجهين وبعض معلمي الصفوف الأولية من مدارس المحافظة.
وأوضح المعلم يوسف العلي (معلم صف أول) مدى أهمية إدخال الأجهزة الحديثة لتعليم الطالب في هذه المرحلة، معتبراً أن المبالغ التي ينفقها المعلم لتجهيز فصله هي بمثابة تقرب إلى الله تعالى، لأن هذه الأشياء يتعذر أن توفرها الوزارة في صف دراسي على مستوى السعودية ذات المئات الآلاف من المدارس، مضيفاً أن مسؤوليته في أداء الأمانة التي قلدها إياه أولياء الأمور تحتم عليه فعل ذلك، وبذل ما يستطيع من مال أولاً، ثم من جهدٍ تعليمي بخبرته التي تجاوزت الـ 11 عاماً في تدريس الصف الأول الابتدائي، وكلفته وسائل صفه أكثر من 6 آلاف ريال خلال عام واحد فقط.
حلوى وسكاكر
واعتبر المعلم سهل السهل (12 عاماً في تدريس الصف الأول) أن المسؤولية الأكبر التي يتحملها معلم هذه المرحلة هي اعتماد والدي الطالب على المعلم في كل شيء – خصوصاً في المناطق التي ليس بها رياض أطفال – فيأتي الطالب للمدرسة لا يعرف كيف يمسك بالقلم، فتبدأ معه مرحلة تعليمية صعبة مقرونة بالحلوى والسكاكر والهدايا بهدف تشجيعه.
واتفق المعلمان أحمد البحراني ومحمد الحماد على أن اختيار معلم هذا الصف يأتي من قبل إدارة المدرسة وبترشيح منها، وعادة ما يكون ذلك للمعلم المتميز وصاحب الخبرة، وأضافا أن البيئة والجغرافيا والمستوى التعليمي لولي أمر الطالب يتحكمون في استجابة الطالب لتعلم المبادئ الأساسية في هذه المرحلة، فتراها تنخفض في البيئة الزراعية التي يغلب على أولياء الأمور فيها أمية القراءة والكتابة، على عكس البيئات الأخرى.
نخب مميزة
من جهته، أكد مدير المدرسة يوسف الكبيسي أن هذه الوسائل التي تكفل بها معلموه – على نفقتهم الخاصة – هي الرافد الحقيقي في مجال التربية والتعليم، وتمثل جزءاً كبيراً من الأمانة التي حُمِّل المعلم إياها، معتبرا أن هذا الطاقم التدريسي الذي حظيت به مدرسته يُعد من النخب المميزة؛ فمنهم من كُرِّم على مستوى المحافظة كمعلم متميز، ومنهم من حصد شهادات تقدير، إضافة إلى الدورات التدريبية التي حصل عليها أعضاء هيئة التدريس.
رابط الخبر في صحيفة الوطن اليوم الخميس 19-11-1441