بدع وخرافات الأورادتسأل الأخت: عن كتاب يسمى "راتب الحداد"، يلزم قراءته كل ليلة ويبدأ الكتاب بآية من القرآن هي: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا**[1]، وبعدها سورة فاتحة الكتاب، فآيات قرآنية، وتسبيح وتكبير، وتهليل، وتحميد كثير، وفي آخر الكتاب دعاء يقول: الفاتحة لسيدي محمد بن علي وأصوله وفروعه، وآل بعلاوي صغيرهم وكبيرهم، أن الله يحمينا بحمايتهم وينورنا بهداهم، وأن نراهم في الدنيا والآخرة، والفاتحة لسيدنا وقدوتنا وعمدتنا سيدي عبد الله صاحب الراتب أن الله يقدس روحه في الجنة، ويوجد في آخر الكتاب تسبيح وتهليل وتكبير ودعاء ويختتم بالصلاة على النبي.
والسؤال: هل يجوز قراءة هذا الكتاب أم لا؟ أفيدونا جزاكم الله عنا خيراً.
هذه الرواتب التي يرددها كثير من الناس لا تخلو في الغالب من البدع وخرافات لا أساس لها.
وهذا الراتب الذي يظهر مما ذكرت أيها السائلة أنه لا يخلو من البدع والخرافات، فلا ينبغي أن يتخذ ورداً، بل ينبغي للمؤمن أن يتخذ الورد مما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة.
وأهل السنة والحمد لله قد أوضحوا ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم من آيات وأذكار يقولها المسلم في الصبح والمساء، ينبغي للمؤمن أن ينظر فيها وأن يحفظ منها ما تيسر، من كتاب رياض الصالحين، ومن كتاب الأذكار للنووي، والوابل الصيب لابن القيم، وغيرها من الكتب المؤلفة في أذكار الصباح والمساء، ففيها الكفاية.
أما ما أحدثه الناس من إهدائهم الفاتحة لفلان ولفلان فبدعة لا أساس لها، فينبغي الحذر من هذه الكتب المؤلفة في أذكرا الصباح والسماء، إلا ما كان صاحبه يعتني فيه بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وبذكر ما كان يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم ويقوله في الصباح والمساء، هذا هو المعتمد، فالمعتمد هو الذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الدعوات والأذكار في الصباح والمساء، مما يذكره أهل العلم في كتبهم المؤلفة في هذا الشأن، مثل ما تقدم من الكتب.
وهكذا ما ذكر في الصحيحين البخاري ومسلم وفي السنن وغيرها، يُنتقى من هذا ما ثبت وما صح ويكفي.
ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كتاب يسمى الكلم الطيب، ذكر فيه جملة من هذا أيضاًَ.
فينبغي للمؤمن والمؤمنة أن يتوخيا ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب من كتب الحديث.
أما الأوراد التي يذكرها الصوفية كالحداد وغير الحداد فلا ينبغي اعتمادها ولا ينبغي التعويل عليها؛ لأنها لا تخلو في الغالب من أحاديث موضوعة، أو أحاديث ضعيفة لا يَعول عليها، أو بدع يأتون بها من عند أنفسهم وينظمونها من عند أنفسهم ليس لها أصل، والله المستعان.
[1] سورة الأحزاب الآية 41.
فتاوى نور على الدرب المجلد الأول