من المسؤول.. الطالب أم الوزارة ؟
** اعذروني على مواصلة الحديث عن موضوع خريجي كليات المعلمين وبيان وزارة الخدمة المدنية.. فأنا من أولئك النفر الذين لايحبذون تسلسل المقالات إذ يكفينا المسلسلات التركية وقبلها المكسيكية.. لكن ما أوردته جريدة المدينة في نهاية الأسبوع الماضي وقبله «عكاظ» على لسان وكيل وزارة التربية والتعليم عبد الله المقبل يفتح المجال لنقاش جديد عن التنسيق بين وزارتي التربية والتعليم العالي حول برامج كليات المعلمين والتي يفترض أن تكون متوائمة مع الاحتياج الفعلي لوزارة التربية.. وحقيقة فإن التربية على حق عندما تقول بأنها غير ملزمة بتعيين خريجي كليات المعلمين إذا لم تكن بحاجة إليهم.. لكنها ليست على حق عندما تقول بأن عدد خريجي كليات المعلمين بعد انتقالها في العام الماضي إلى وزارة التعليم العالي يفوق بكثير احتياج التعليم.. فإذا كانت كليات المعلمين قد انتقلت قبل عام فقط إلى التعليم العالي فإن ذلك يعني أن الخريجين في العام الماضي وهذا العام والعام المقبل يظلون ضمن تخطيط التعليم لاستيعاب المعلمين باعتبار أن الدراسة في هذه الكليات تستغرق أربع سنوات وقد قال الدكتور المقبل بأن وزارته كانت تقبل الملتحقين بكليات المعلمين بناء على احتياجها المسبق عندما كانت تابعة لوزارته أو هكذا فهمت مما نشر وهذا الكلام يلزم التعليم بتعيين الخريجين على مدار ثلاث سنوات كما أشرت.. وأنه يفترض بناء على ذلك أن انتقال مسؤولية الإشراف إلى وزارة التعليم العالي لن يصدق عليه ما أشار إليه الوكيل إلا بعد ثلاث سنوات.
نحن هنا بحاجة إلى وضع النقاط على الحروف.. والى تدخل رسمي لحل هذا التضارب في التصريحات والبيانات لأن الضحية فيه هو هذا الخريج الذي قضى أربع سنوات وهو يتوقع أن يتخرج من كلية متخصصة ليلتحق مباشرة بسلك التعليم.. وهو أولا وأخيرا غير ملام ولا مسؤول عن عدم دقة التخطيط من وزارة التربية لكليات كانت إلى ماقبل عام تحت ملاكها وضمن مسؤوليتها.
المطلوب فقط مراجعة الخطط التي كانت موضوعة قبل عام.. ومواجهة هذه المشكلة التي يعاني منها مئات المتخرجين من كليات المعلمين الذين لايمكن أن تقول عنهم وزارة التربية بأنهم أكثر من احتياجها.
إن مشكلتنا هي التخطيط.. والتخطيط فقط لما هو تحت أيدينا ومتاح لنا.. والله المستعان.
المصدر عكاظ