[align=center]
مسؤولو التعليم في السعودية يقضون أيامهم في الصمت
بعد الصمت الواضح في قضية إعطاء المعلمين حقوقهم المسلوبة قهرا
طوال 12 سنة
مسؤولو التعليم في السعودية يقضون أيامهم في الصمت
بندر السليمان
في كل يوم يمر يصمت فيه وزير التربية والتعليم السعودي الأمير فيصل بن عبدالله، هو يخسر فيه من صورته كرجل يتولّى مهمة إصلاح ملف التعليم الذي يعد أعقد الملفات التي تواجهها الحكومة خلال المرحلة القادمة.
ولكن لحد الآن لم تظهر إلى العلن أي بوادر يقودها هذا الوزير، المعروف بتنوُّره، للبدء في حل هذه الأزمة العالقة التي تم اختياره لها لأسباب عديدة من بينها قربه الشخصي من العاهل السعودي المصلح الكبير والمشغول شخصيا بقضية التعليم، ومع هذا فإن الأيام تمر بصمت وبدون أي حديث عن الخطط التي ستقوم بها الوزارة لتطوير التعليم السعودي المتهرئ.
وزير التعليم هو الوزير الصامت بين زملائه الوزراء، الذين لا يكفون عن التصريحات التي تلمّع أعمالهم، بالرغم من أن ذلك غير صحيح في أحيان كثيرة. تصريحاته الصحافية قليلة جدا، منذ أكثر من ثلاثة أشهر تتطرق الى قضايا ليست جوهرية، أما ظهوره على التلفزيون فهو ظهور نادر وفي مناسبات لا تخص دوره كرجل التعليم الأول.
يقول أحد المعلقين في حديث خاص مع "السياسي" :"سيكون هذا تصرفاً حكيما من قبل وزير التعليم، إذا كانت هناك أفعال تتكلم عن نفسها. أما إذا لم توجد لا أفعال ولا أقوال فيحق للجميع أن يتساءل: ماذا يفعل هذا الوزير كل هذه المدة الطويلة".
كل هذا الصمت دفع الصحافة السعودية للبدء في شن حملة على هذا الصمت الغريب، وهي حملة يبدو أنها ستتصاعد مع مرور الأيام ومع استمرار الوزير في صمته عن مصارحة الناس والصحافة حول الإصلاحات التي ينوي أن يدخلها في بنية التعليم في المملكة.
ينتقد المعلقون هذا الصمت في وزارة التعليم بأنه يضيّع على الشعب السعودي فرصة ذهبية لإحداث تغيير جذري في طبيعة التعليم؛ مستغلين الزخم الإصلاحي الكبير الذي بعثه العاهل السعودي مع التغييرات الكبيرة التي أجراها، ومع روح الانفتاح التي بدأت تتغلغل في المجتمع السعودي، وهي بحاجة إلى مشاريع تعليمية وثقافية ترسخها على أرض الواقع، إضافة إلى موقف المتطرفين المتراجع منذ التفجيرات التي شهدتها المملكة؛ الأمر الذي جعل الفرصة سانحة للقيام بعمليات جراحية مع قليل من الدم النازف.
كل هذه العناصر، بالإضافة إلى قرب هذا الوزير من العاهل السعودي، وطريقة تفكيره الحديثة، وروحه ذات الحساسية الجمالية، حيث يعد مصوّراً محترفاً، خلقت معًا روحاً من التفاؤل في توقع البدء سريعاً بعملية إصلاحية كبيرة في جهاز التعليم.
ولكن كما يقول أحد المعلقين بنبرة محبَطة:" الزخم يتراجع والمتطرفون يستعيدون أماكنهم، والوقت يمر، ومازال هذا الوزير على صمته الذي لا نعرف ماذا يخفي خلفه".
الأمر الذي جعل الوضع يزداد سوءاً هو التصريحات المثيرة التي أدلت بها نائبة الوزير، وجلبت عليها سخط الصحافة، عندما كشفت في وقت سابق عن عدم نية الوزراة اعتماد الرياضة النسائية في مدارس البنات؛ مما كشف بطريقة موارَبة عن نوع الرؤية التي تدور داخل الوزارة المصمتة، وهي رؤية وصفها البعض بأنها أكثر رجعية حتى من رؤية بعض المحافظين أنفسهم، الذين بات بعضهم لا يعارض الرياضة النسائية.
ولكن أيضا يكشف المسؤولون في الوزارة عن روح من التعالي واللامبالاة، عندما يتجاهلون الأسئلة التي تطرح عليهم من قبل الصحافة، حيث قامت جريدة "عكاظ" بتثبيت سؤال موجه من أحد القراء الى نائبة الوزير، ومنذ أربعين يوماً لم تحصل الصحيفة على إجابة واحدة.
وبحسب أحد العاملين في الجريدة، فإنه يقول إن الجريدة لن تقوم بحذف السؤال أبدا حتى تجيب نائبة الوزير، وستقوم بوضع عدّاد الأيام التي صمتت فيها الوزارة.. ويضيف:" تخيّل أن يصل الرقم إلى 100 يوم. سيكون 100 يوم من الصمت والتجاهل وهي لا تأخذ منا إلا مساحة صغيرة جدا من الصحيفة، فيما أنها ستأخذ من الوزارة سمعتها".
يبدو أن الوزارة لا تهتم بكل هذا، فهي وزارة الصمت والصامتين بامتياز.
المصدر/ صحيفة السياسي
[/align]