تخطى إلى المحتوى

لانها مطلقة

اقترن اسم المرأة المطلقة باسم ساقطة…فصار المجتمع ينظر إليها على أنها متهم داخل قفص…و أنها سبب مباشر لذلك الطلاق لا محالة…و أعطى لنفسه الحق أن يكون المحكمة…القاضي و السجان في نفس الوقت… و دون حتى أن يتيح لها فرصة الدفاع عن نفسها.

فأول ما نسمع هذا مطلق أو هذه مطلقة…تجري بنا الأفكار للاعتقاد أن مفتاح اللغز كامن في تورط هذه السيدة المباشر في إضرام فتيل الطلاق…

أبغض الحلال عند الله الطلاق…أجل…ولا يختلف على هذا الأمر اثنين…لكنه ليس حراما و لا عيبا و يبقى ملاذ نساء ربما أنَّتْ لسنين طويلة في صمت…وتبقى البيوت أسرارا…بدهاليزها، ممراتها و سراديبها…و وحده الله يعلم ما في القلوب…و ما تخبئه جدران و أسقف تلك البيوت.

و من حق هذه السيدة أن تنعم بحياة هنيئة…رغم أن اسمها مطلقة…بل الكثيرون ينسون حتى اسمها …و يطلقون عليها لقب المطلقة…حتى يصير تهمة أكثر منه لقبا..
.
فهل يحق لنا كبشر أن نقسو على المطلقات…؟؟؟

و من أعطانا الحق في إسقاط حق الحياة و السعادة عنهن…؟؟؟

و لماذا نعتبر المطلق رجلا مكتمل الرجولة لا يعيبه وضعه كمطلق؟؟؟

بينما نعتبر المطلقة عارا و وبالا على ذويها وعلى كل من يمت لها بصلة ولو من بعيد؟؟؟

بل لماذا يبدأ مسلسل الهرب من طرف المحيطين بها و يتفاقم الوضع حين تصيب حمى الهرب حتى المقربين منها…الذين يولون الأدبار و يصيرون من أكثر الناس براعة في فن الهروب، مستدلين على موقفهم بأنهم يتفادون مواطن الشبهات…؟؟؟

ألم يتزوج الحبيب المصطفى أمنا زينب بنت جحش و قد كانت طليقة خليله و قرة عينه زيد بن حارثة؟؟؟

بموازيننا الحالية كان من الأولى أن يكره المصطفى عليه أفضل الصلاة و السلام، أمنا زينب لأنها كرهت زيد، و ذلك لمدى حبه له…لكنه و بأمر من الواحد الأحد تزوجها…

فهل تظنون أننا فعلا بتصرفاتنا و إقصائنا للمطلقات نكون على خطى الحبيب؟؟؟

إخواني أخواتي

لا تنسوا أن المطلقة بشر من لحم و دم و أحاسيس…تطمح للسعادة و العيش الكريم ككل الآدميين…فمن منا يختار الشقاء على الاستقرار …و أين هي تلك المرأة التي يسعدها أن تنعت بمطلقة…فعلى وجه البسيطة كلها و باختلاف الأجناس و الأديان تميل المرأة بطبعها للاستئناس و حب تواجد رجل في حياتها…رجل يكون لها سندا و نورا ينير دربها…و ليس نورا يخسف ببصرها…و يطمس معالم سعادتها…فلنتق الله في أخواتنا.

و لنحذو حذو الحبيب المختار عليه أفضل الصلوات…ولنكن إخوة…أصدقاء و صدورا رحبة لكل من قالت أنا مطلقة

و لمحكمة قلوبكم و ضمائركم واسع النظر
منقول


الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.