أسعد الله أوقاتكم بذكره وعمرها بطاعته وجمعنا وإياكم في دار القرار إخوانا على سررٍ متقابلين
وأبعدنا وإياكم عن حقوق الناس وظلمهم……
***************
عندما تساقط المطر في ليلٍ بهيمٍ أليل كانت لي مع نفسي تمتمات
كادت أن تطرحني تلك التمتمات صريعة لا أستطيع الحراك ….
لكنها أيقظت في قلبي جذوةً من رغبةٍ لعدم الركون إلى الدنيا فأحببتُ مشاركتكم مشاعري
***************
تأملتُ قطرات المطر….. من الذي أمرها لتأتي إلى هنا ؟! وكيف تكون هنا روعةً ورحمة ؟
وهناك قطرات من جحيم ؟!
من خلال هذا المشهد وذاك التأمل الذي امتثل أمامي وتجسد حولي وتشبعت به روحي
تأملتُ الحياة وذهبت بي الخيالات بعيدًا بعيدًا إلى هناك إلى من داهمهم المُصاب وأبدل معالم الفرح وشوه وجه الجمال
عندها تخيلت في ذهني كيف كانوا يأكلون سويًا؟! …. كيف كانوا ينامون بقرب بعضهم البعض؟! …. يقفلون أبوابهم ليُكَّونوا مُناخًا خاصًا وعالمًا منفردا
كيف كانوا بالأمس سويًا يشترون ملابس العيد ؟! كيف كان يلعب الصبية في الأمن والأمان ؟! وكيف استيقظ هؤلاء على تلك المعالم التي لا أثر لها أو وجود ؟!…
في لحظة ……… ذهب ذاك كله وكأنه لم يكن !!!
ليقفل عليهم باب البؤس والشقاء وكلٌ منهم يبحث عن الآخر في وسط أمواج الأقدار
وكـأني بهم يتمنون الموت سويًا وبجانب بعضهم البعض
الماء الذي لا نستغني عنه كان سبب الهلاك والشتات !!!!
ولعلي حينها أسقطت عيناي دمعة كنتُ أُداريها إلا أنها أبت إلا أن تسقط سقطت
وقد اقتاتت من الألم والحُرقة مالله به عليم ….
سألتُ نفسي من الذي فعل بهم هذه الفعلة؟!
وقد كان هو بذاته من فعل بي الأفاعيل في زمن ليس بالبعيد
إنها الدنيا ويالها من دنيا تفعل الأفاعيل
عدتُ للقواميس التي تُخيم في جوانحي وبين أضلعي تصفحتها فما
وجدتها إلا مليئة بالأقدار والحوادث والتي عودتنا عليها هذه الدنيا
فهذا فلان يحتفل اليوم ويعلن زفافه وقد أدخل خاتمًا ألماسيًا في يد من ستكون سكنًا له وتعالت الزغاريد لتخلق الفرح في حين أن الدنيا تقتل الفرحة في بيت فلانة
فهي تُغادر بيتها إلى غير عودة
بعد أن فرق الحسد والسحر عُشهما السعيد
آهٍ من الدنيــــــــــــــا
***************
فلانٌ يرزقه الله بمولود وتتعالى الفرحة فإذا هي تملأ المكان وإذا بالدنيا وكأنها عجوزٌ شمطاء قد امتلأ قلبها من الحسد
أحبت أن تئد الفرحـــة في قلوب هؤلاء فتجر الأب للقبر وإذا بالزوجة ثكلى والإبن يتيم
آه إنها الدنيا مرة أُخرى ويــــالها من دنيا
***************
مالمخرج من صاحبة الأفاعيل والتي لا محالة سنكون تحت يدها يومًا وإن طال
بحثت وبحثت لكني كعادتي عندما أبحث عن شفاءٍ للعلة أجده في كتاب ربي فتحتُ خزينتي
وقبلتُ كتاب ربي علِّ الخوف يسكن والسؤال يجد الجواب …….
قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ
وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ .. الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ
قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ .. أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ..)
أخي / أُختي يا من تنتظره الدنيا بأقدارها لا نقول إلا ما يرضي ربنا عنّا فالحمد لله الذي قدّر المُصاب والأقدار
أسأل الله أن يمن علينا بثبات قلوبنا و أن يرزقنا الصبر فهو مجدافنا في هذه الدنيا التي لا يستوي فيها مركب …
كما أسأل الله العلي المنان أن يتغمد المؤمنين والمؤمنات بالرحمات وأن يجعل قرارنا وقرارهم جنان عدن .
بقلمــــــــــــــــــــــــــــــــي