بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخواني وأخواتي ..المعلمين والمعلمات ..
صباحكم / مســاؤكم كــادي
حضرت اليوم الملتقى الحواري السنوي الثاني في محافظة الخرج الذي كان يدور حول ضغوطات العمل ..والتعاون وثماره ..
رغم أني لا أحب هذه الإجتماعات إلا أن المديرة ( طلبتني أحضر معها وما حبيت أكسفها )
وبحكم أني جديدة على محافظة الخرج قلت في نفسي ( فرصة أشوف تطلعات المسؤولين في الخرج وأفكارهم في الدفع بالعملية التعليمية )
الإجتماع في أوله كان شيق
وثم شيئا فشيئا ..تسرب النوم إلى عيني وبدأت أتثاءب..وأتململ في مقعدي ..
كعادة إجتماعاتنا الدورية ..
الكلام مكرر ..والهدف مفقود..وتطبيق التوصيات معدوم
حينها قلت في نفسي ( يا بنت يا مورو بدل ما تضيعين وقتك أستفيدي في كتابة ما يختلج في صدرك من ملاحظات كنت قد وعدت الأخت أستاذة أمل بطرحها في موضوعي السابق
( المعلم/ة في قفص الإتهام )
فكتبت هذا الموضوع الذي يخص شريحة المعلمين والمعلمات فقط .. فأنتقيت من الكلمات ما يخطر في البال من نقاط أسأل الله أن ينفعني بها في الدنيا والآخرة ولعلها ترشد بعض القلوب التائهة ..ممن أناروا لنا دربنا أنار الله دروبهم …
فمنهم من أنار درب الغير و أغفل دربه وأسأل الله أن يهديني إذا كنت منهم ..
فهؤلاء هم ط´ظ…ظˆط¹ العلم.. وأمل الأمة ..وصناع الأجيال ..
ولكن شموعهم متفاوتة ومتباينة فأصابع يدك الواحدة ليست متساوية ..
وهذا لا يختص بنا فكل شريحة في المجتمع فيها أعضاء متفاوتون وكذلك نحن المعلمون ..
فلكل معلم شمعة خاصة به ترسم سلوكه..
منها شمعة تنير الدروب بنورها الأخاذ وتضئ القلوب قبل العقول بجمالها وتنشر عطرها وأريجها فيعم المكان فيكون كالفردوس النضرفي نظر طلابه ..وهذه ( الشمعة الاولى )
الشمعة الثانية : هي الشمعة التي تحرق نفسها ..ولكنها تحرق الآخرين معها!!!!! ..فهي طبعا مضيئة ولكنها شوهت هذه الإضاءة بسوادها وبرائحتها الكريهة ..فهي تضي العقول إضاءة خافتة وبنفس الوقت تحرق معها كل المعاني الجميلة التي عرفناها ..
الشمعة الثالثة : ( شمعة من أبوريالين ) مغشوشة محسوبة علينا.. فكل ما نحاول إضاءتها لا تشتعل ..فهي دائما مطفأة فتجد عقول أتباعها مغيبة بل ميته ..ومشاعرهم متبلدة.. فلا تنير دربا ولا تحيي عقلا ..
وطبعا في سلك التعليم سنجد شتى الأنواع من هذه الشموع ..
ولكن هنا هل يحق لكل هذه الأنواع المطالبة بحقها قبل أن تؤدي واجبها ؟!
سندرس كل شمعة على حدة في الأجزاء القادمة وسنسرد تفصيلا لها..
تمهـيــــد ..
وقبل أن أتعمق في الحديث عن كل شمعة من هذه الشموع أحب أن أمهد للموضوع بتمهيد بسيط أتمنى أن يكون خفيفا على نفوسكم .. وهو كالهمسةلكل عضو/ة ..
أحبائي ..
خلق الله الإنسان وأبدع خلقه وتكوينه وتقويمه أحسن تقويم
قال تعالى ( ألم نجعل له عينين ،ولسانا وشفتين ،وهديناه النجدين )
فهل توقفت لحظة وتأملت في إبداع الخالق عز وجل في خلقك وتكوينك وأنا لا أعني بالإبداع جمالية التصوير في رسم عينيك بل الإبداع في هندسة عقلك .!
فبالشرع هداه الله سبحانه وتعالى وبالعقل ميزه عن سائر الحيوانات.. فعليه أن يحكم عقله بما يوافق شرعه عند إتخاذ القرارات أو إبداء مرئياته ..
كما ميزنا الإسلام عن غيرنا بالخلق الحسن والأدب الجم في جميع معاملاتنا اليومية ..وقدوتنا في ذلك حبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم ..
قال تعالى (إنك لعلي خلق عظيم )
وقال ( ولو كنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حولك )
لذلك لك الحق دوما أن تفتخر بأن الله هداك إلى الإسلام دين العقل والمنطق والسلام ..
فتغذية العقل بالفكر القويم والمنطق السديد مطلب شرعي ..
وتجميل النفس بالخلق الحسن والتعامل الطيب ..مطلب شرعي أيضا ..
وهذه التغذية الفكرية والخلقية ينبغي أن تبدأ في المراحل السنية الأولى للإنسان حتى تتكون الشخصية الإسلامية الصحيحة .. وقد تكفلنا نحن المعلمين والمعلمات بهذه المهمة ..
فهل نحن في أدائها سواء ..! وهل ترى نفسك أهلا لهذا الحمل العظيم ؟؟
هنا نعود إلى شموع ط§ظ„ط¹ظ„ظ… ..
ونبدا في الشمعة الأولى .. في ط§ظ„ط¬ط²ط، الثاني إن شاء الله ..
وهذا إجتهاد شخصي مني ..
فإن أصبت فمن الله العظيم …
وإن أخطأت فمني ومن الشيطان الرجيم
دمتم بود