تخطى إلى المحتوى

حزب الله.. تكريس للفتن والانقسامات!

لن نُفاجأ بعد اليوم ونحن نرى إيران كيف أنها تضع كل ثقلها "المادي والمعنوي" لدعم وحماية حزب الله في لبنان؛ فالحزب يُعتبر صنيعة إيرانية، باعتباره قوة عسكرية منظَّمة في جنوب لبنان، تابعة لنظام الفقيه في إيران من أجل تصدير الثورة الخمينية في البلاد الإسلامية، خاصة تلك التي تضم مجموعات شيعية، والسيطرة على منافذ القوة فيها، وتهيئة موطئ قدم لإيران للتدخل في المنطقة متى تشاء لتحقيق مصالحها وأهدافها التوسعية "القومية والدينية".

هذه السياسة أكدها الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، وزير خارجية البحرين، في لقائه مع برنامج "استوديو بيروت"، الذي عرضته قناة "العربية" قبل أيام، بأن لدى البحرين وثائق تؤكد تورط عناصر لبنانية في دعم وتدريب بعض عناصر المعارضة البحرينية. مضيفاً: "إن خطاب حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، الذي يؤكد فيه التزامه بدعم المعارضة البحرينية، هو أكبر دليل على ذلك".

جاء تصريح نصرالله عن التطورات الأخيرة الحاصلة في البحرين؛ ليكشف عن غباء شديد، حين عرَّى عن هيكلته الطائفية والسياسية التابعة للمشروع الصفوي الإيراني، وعن ولائه إلى دولة إقليمية، تسعى إلى زعزعة الاستقرار داخل دول منطقة الخليج العربي؛ فهو يسعى إلى تنفيذ مخططات إيران في المنطقة؛ كون حزبه ذراع إيران التوسعية من أجل إقامة دول الهلال الشيعي، حسب ما يخططون، ويسعون له. بل كان التحامل الأكبر من جانب حسن نصر الله على دخول قوات "درع الجزيرة" إلى الأراضي البحرينية، الذي كان بطلب من الحكومة البحرينية.

حكاية حزب الله في البحرين باتت عارية من آخر أوراق التوت؛ فهي حكاية معقَّدة، ومتخاذلة، عندما لعب بالنار، وقامر بدماء البحرينيين. فأراد تشكيل درع وقائية لسياسات إيران التوسعية، من خلال خطة تحرك المظاهرات، وتنظيم العمل السياسي، بهدف توسيع النفوذ الإيراني في البحرين. وقد تعهد حسن نصر الله بدعم القوى الشيعية بالبحرين لمواصلة المشروع، وذلك عندما تم تأسيس الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين، ومقرها طهران؛ ليكون من أهدافها: إسقاط النظام الحاكم، وإقامة نظام موافق للنظام الثوري الخميني في إيران، وتحقيق استقلال البلد عن مجلس التعاون الخليجي، وربطه بالجمهورية الإيرانية.

على أية حال، فإن موقف دول الخليج العربي الحاسم، الذي جاء في ضوء المسؤولية الجماعية المشتركة للمحافظة على الأمن والاستقرار في منطقة الخليج، وبناءً على مبدأ الأمن الجماعي المتكامل والمتكافل، واعتبار أمن واستقرار دول المجلس كلاً لا يتجزأ، من منطلق الالتزام بالعهود والاتفاقيات الأمنية والدفاعية المشتركة، شكَّل مفاجأة لإيران، وأربك حساباتها لصد الخطر الصفوي المتربص بها، بعد أن دخل مرحلة التنفيذ الفعلي على أرض الواقع، ولاسيما أن إيران ما زالت تحتل الجزر الإماراتية الثلاث، وعينها المفتوحة كانت على البحرين؛ فيجب ألا ننسى المقال الشهير الذي نشره حسين شريعتمداري في صحيفة كيهان الإيرانية الرسمية، في شباط 2024م، وذكر فيه أنّ "البحرين موقع مختلف بالنسبة لإيران مقارنة بباقي دول مجلس التعاون في الخليج؛ لأنها جزء من إيران، وأنّ المطلب الأساسي للشعب البحرينى حالياًً هو إعادة هذه المحافظة إلى الوطن الأم". كما يجب ألا ننسى تصريحاً أدلى به "علي أكبر ناطق نوري"، وهو مستشار آخر لمرشد الثورة، عندما تحدث فيه عن تبعية البحرين لإيران تاريخياً، التي تعتبر المحافظة الرابعة عشرة، من وجهة نظره.

الدكتور/ سعد بن عبدالقادر القويعي


الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.