تخطى إلى المحتوى

تغيرت المناهج ولم يتغير المعلم

صالح إبراهيم الطريقي

أعتقد أن ط§ظ„ظ…ظ†ط§ظ‡ط¬ التعليمية أو بعضها بدأت تتغير للأفضل، أو هكذا أرى الأمر من خلال متابعتي لابني في أولى متوسط، ففي مادة الرياضيات «الفصل الأول الجبر والدوال (1ـ5) استراتيجية حل المسألة»، تجد أن المنهج بدأ ظٹطھط؛ظٹط± بشكل إيجابي.
فالطالب لأول مرة يلتقي بكلمة «استراتيجية»، ويتم شرحها له بشكل مبسط، أيضا الكتاب يتحدث عن التخمين، ثم يطلب منه الكتاب أن يوضح ويفسر، وكل هذا جميل ورائع، ولكن «هذه اللكن التي يخيل لي أنها المسببة للإزعاج، والمهمة لاستمرار طرح السؤال حتى لا يتوقف العقل عن التفكير».
قلت: ولكن ثمة شيء ما يمنع اكتمال جمال هذا التغيير الذي هو بالتأكيد للأفضل، وأعني هنا توصيل المعلومة للطلاب، فالمدرس رغم أن لديه منهجا يساعده على تحريض عقول الطلاب على التفكير والتخمين والتحليل، إلا أنه ما زال يعيد طرق التعليم القديمة، «التي أثبتت فشلها تماما».
فهو يلقن الطلاب كل شيء، فيخبرهم ما الذي تعنيه «استراتيجية» عن طريق التلقين، فتسأل كل الطلاب ما الذي تعنيه الكلمة، فيرددون ما قاله ط§ظ„ظ…ط¹ظ„ظ… تماما.
هو أيضا ـ أي المعلم ـ ورغم أن الدرس يتحدث عن «التخمين» لا يدع الفرصة للطلاب، ليخمنوا، ويجربوا، ويبحثوا عن الحلول من خلال طرح وجهات نظرهم، ويكون فيها المعلم مراقبا ومنظما لكل هذا.
بل يبدأ بتلقينهم، فيخمن هو ويشرح الدرس دون أن يخمن معه أحد، ثم وبعد هذا يسألهم : «أحد عنده سؤال؟».
ولأن مثل هذا التعليم يصيب الطلاب بالملل، لا أحد يرفع يده ليسأل عادة، ربما هم لا يريدون أن يعيد نفس الطريقة التي قال عنها أحد الطلاب وباختصار شديد «طفش».
علي أن
أنبه بأن المعلم الذي يصيب الطلاب بـ«الطفش»، هو أيضا مصاب بنفس «الطفش»، ويشعر بغبن لعدم التقدير، ولضعف الراتب، الذي يجبره على البحث عن عمل آخر بعد التدريس، ليحسن دخله، وهذا يعني أن عليه إبقاء شيء من طاقته وإلا سيصاب بالشيخوخة سريعا، ويموت.
فهل تعيد وزارة التربية والتعليم النظر في رواتب المعلمين، وبالأخص معلمي المدارس الأهلية المجحفة جدا بحق مربي الأجيال؟

وهل يشارك المجتمع في هذا، كأن يدفع القادرون قيمة الكتب التي توزع مجانا لأبنائهم، ليتم تحويل هذه الأموال لمصلحة المعلم، فيكف عن التفكير بعمل آخر ليعيش حياة كريمة وبلا عوز؟
إن كل مجتمع يبحث عن التطور والتقدم، يضع نصب عينيه التعليم أولا، وهذا يعني أن على الجميع مد يد العون لهذا المصنع، الذي من خلاله يتم صناعة جيل قادر على حمل الوطن للمستقبل، ومن خلاله يمكن صناعة عقول قابلة لأن يغرر بها دائما.

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.