بسم الله الرحمن الرحيم
حمداً لخالق الخلق الرحمن الرحيم واهب العطاء المنان الكريم مالك الملك جل في علاه وأفضل الصلاة والسلام على خاتم النبيين وسيد الأولين والآخرين نبينا محمد وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم .
أحبتي في الله …. يا من يطيب العيش بصحبتهم ….. أحييكم بتحية الإسلام المباركة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فهذه جماعة الإذاعة المدرسية تحت إشراف الأستاذ : فهد الثبيتي بذلت جهدا وأعدت هذه الطائفة من فقرات الإذاعة اليومية وهاهي تقف بين أيديكم معتمدة في ذلك على الله العلي القدير. لتقديها على مسامكم .
عُني الإسلامبالأمن ط§ظ„ظپظƒط±ظٹ عناية بالغة وجعله ضرورة من الضرورات لأمن الفرد والأسرة والمجتمعوالأمة، بل للإنسانية جمعياً ليعيش الجميع في أمن واستقرار وطمأنينة .ومن الأدلةعلى ذلك قوله تعالى {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناًوَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً**
أعزائي المستمعين أمامكم مجموعة من طلاب الإذاعة المدرسية كلٌ سوف يُدلي بدلوه حول هذا الموضوع ((الأمن الفكري )) مبتدئين حديثنا بآياتٍ من الذكر الحكيم وحديثٌ من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم فاستمعوا وأنصتوا أثابكم الله :
((2))
عنسلمة بن عبد الله بن مِحْصن الخَطْمي عن أبيه قال: قال: رسول الله: (من أصبح منكمآمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا) رواهالترمذي.
بين الرسول في هذاالحديث أن أمن الإنسان على نفسه وماله ومعافاته في بدنه، ولديه من
القوت ما يسدجوعه في يومه أعظم شيء يحصل عليه، لأن اختلال ط§ظ„ط£ظ…ظ† تتغير معه
الموازين والقيموالأخلاق، فلا مال يستفاد منه بدون الأمن، فلا أمن، ولا صحة ولا حياة
تُرجى من دونالأمن، ولا استقرار ولا تطور من دون الأمن، فالأمن هو الحياة، وأعتقد أن
الذينيحاولون عبثاً زعزعة الأمن والاستقرار في البلدان لم يفهموا حقيقة الأمن. فعن عبد
الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : قال رسول الله: (والذي نفسي بيده لقتلمؤمن
أعظم عند الله من زوال الدنيا). أخرجه النسائي.
(( 3 ))
يحتلّ الأمن الفكريّأهميّة بالغة، باعتبار أنّه يحقّق أمن واستقرار المجتمع من خلال التصدّي
للمؤثراتوالانحرافات الفكرية. وقضيّة الأمن الفكريّ ليست وليدة اليوم، بل هي قضية
موجودةعلى مرّ الأزمنة والعصور، ولكنّها برزت بشكلٍ أكبر في الآونة الأخيرة نتيجة عدّة
عوامل داخلية وخارجية وعرَّف فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- الغزوالفكري
بأنه (مصطلح حديث يعني مجموعة الجهود التي تقوم بها أمة من الأمم للاستيلاءعلى أمة
أخرى أو التأثير عليها حتى تتجه وجهة معينة، وهو أخطر من الغزو العسكري؛لأن الغزو
الفكري ينحو إلى السرية وسلوك المسارب الخفية في بادئ الأمر، فلا تحس بهالأمة
المغزّوة، ولا تستعد لصده والوقوف في وجهه حتى تقع فريسة له، وتكون نتيجته أنهذه
الأمة تصبح مريضة الفكر والإحساس، تحب ما يريده لها عدوها أن تحبه وتكره مايريد
منها أن تكرهه. وهو داء عضال يفتك بالأمم ويذهب شخصيتها ويزيل معاني الأصالةوالقوة
فيها. والأمة التي تبتلى به لا تحس بما أصابها ولا تدري عنه، ولذلك يصبحعلاجها أمراً
صعباً وإفهامها سبيل الرشد شيئاً عسيرا ))
(4)
فإن الأمن كلٌ لايتجزأ وقد سبق محاولة الإخلال بالأمن الحسي إخلال بالأمن الفكري
للمجتمع ومع ذلكفإن الجهود المبذولة لحمايته لا تزال أقل من الدرجة المقبولة بل وتتضاءل
عند البعضإلى درجة الصفر أحياناً مع أننا الآن في أمس الحاجة إلى الأمن الفكري الذي
جاءالإسلام ليحفظه على المسلمين فإن الدين قول وعمل واعتقاد.
(5)
والأمن الفكري) يعني الحفاظ على المكونات الثقافية الأصلية في مواجهة التيارات الثقافية
الوافدة أوالأجنبية المشبوهة، وهو بهذا يعني حماية وتحصين الهوية الثقافية من الاختراق أو
الاحتواء من الخارج. وهذا -أيضاً- يعني أن الأمن الفكري هو الحفاظ على العقل من
الاحتواء الخارجي، وصيانة المؤسسات الثقافية في الداخل من الانحراف.
(6)
والأمن الفكريّ ضرورةحتميّة وملحّة، فقد أشارت إحدى الدّراسات إلى أنّ الانحراف
الفكريّ يعد من أهمّالدّوافع والأسباب للجنوح للعنف والإرهاب.
( 7 )
إن (الأمن الفكري) مسألة تهمالمجتمع والأفراد مثلما تهم الدولة، وهي قضية المحكوم كما أنها قضية الحاكم.
الأمن الفكري هو إحساس المجتمع أن منظومته الفكرية ونظامه الأخلاقي، الذييرتب العلاقات بين أفراده داخل المجتمع، ليس في موضع تهديد من فكر وافد، بإحلال لاقبل له برده، سواء من خلال غزو فكري منظم، أو سياسات مفروضة. وليس المقصود بالأمنالفكري للأمة أن نغلق النوافذ والأبواب والآذان على الثقافة العالمية، ونتهمها بغزوالعقول ونخرها. فنحن نحتاج إلى ثقافات الشعوب، نأخذ منها ما يتوافق وقيمنا وعقائدناوثوابتنا ومبادئنا وأخلاقنا، ونحتاج إلى نشر ثقافتنا ليستفيد منها الآخرون.
(8)
والأمن الفكري إذاً مسؤولية اجتماعية تقع على عاتق جميع المؤسسات المجتمعيةالمختلفة ابتداء بالفرد ثم بالأسرة ثم المدرسة فالجامعة والمسجد ووسائل الإعلامالمختلفة وبقية المؤسسات المجتمعية الأخرى. وأي تقصير من أي من هذه المؤسسات ستكونعاقبته وخيمة على المجتمع بأكمله.
(( 9 ))
ختاماً :
كما أنه من الواجب على الأسرة أن تؤكّد على تمثّل أبنائها القدوة الحسنة فيسلوكياتهم وتصرفاتهم، وفي الانسجام مع قيم وقوانين المجتمع، وذلك من خلال تقديمالمُثل الأعلى والقدوة الحسنة المناسبة للنشء والشباب، وأن تعمل على شغل أوقات فراغالأبناء بصورة سليمة وبنّاءة، مع مراقبتهم وتوجيههم في الاختيار السليم للأصدقاءوالأقران.
أتمنى أن تكونوا قد استفدتم من موضوعنا لهذا اليوم ونرجو المعذرة على أن لا نكون قد أطلنا عليكم .
ويا حبذا زملائي الطلاب أن تبحثوا حول موضوعنا لهذا اليوم الأمن الفكري وتدرجوه إلى سجلات إنجازاتكم . وسف يكون هناك جوائز قيمة لأفضل بحث يقدم .
وأخيراً تقبلوا تحياتي :………………. ومن زميل الآخر:……………………
نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته