بسم الله الرحمن الرحيم
عندما تتأمل بنظرك في الحياة الفطرية للإبل ..
تجد كل ناقة أو مجموعة من النوق لها جمل يحميها ويمنع غيره من الجمال من الإقتراب إليها ..
سبحان الله ..
ولو أنها مجرد حيوانات …إلا أن ذلك فيه معاني عظيمة ..أعجبتني ..
رأيت منذ فترة بسيطة ( بلوتوث ) في جوال إحدى زميلاتي ..
جمل يعتدي على آخر فيصرعه رغم محاولات الراعي منعه وإيقافه إلا أنه لم يفارقه حتى تأكد من نجاح أنتقامه وشفاء غليله ..
كل هذا كان بسبب إنتهاك الآخر حرمة ناقته ..
فما أجمل الجمل عندما يهيج لأجل كبريائه ..
يستحق هذا الجمل أن أرخي له قبعتي ..ولأني لا أملك قبعة ..
فسأرخي له تاج ملكي ..(عوده إلى موضوعي السابق أنا الملكة)
فهو أهل لذلك ..فلأمثاله من البشر أتنازل عن عرشي ..
وهو جدير بأن يُبنى له مستشفى خاص .
وأن تقام له مزاين خاصة ..
وأن تخصص له الأموال ليأكل من العلف المغلف بالبلاستيك النقي ..المعطر برائحة الورد ..
وأن تفتح له القنوات والمنتديات ..وأن تقام له المسابقات ..
وأن يطرح له أديب المدونة موضوع خاصا لمعاليه ( بصريح اللفظ لا بعمق المعني )
فالمتأمل في حال البعير نوق أو جمال .. سيجد العجب العجاب من الغيرة ..التي أعدها في نظري ط´ظ‡ط§ظ…ط© وعزه..
فقد قال الرسول الكريم ( الجمل عز لأهلها )
يالجلال قدرك أيها الجمل ..
فلا يخفى على إنسان ما عُرف وأُشتهرعن غيرة الجمال ..
والفرق بين غيرة بعض الرجال والجمال شاسع …
فغيرة الرجال نكاد نفقدها في زمننا هذا ..
فالرجل أصبح ملولا متذمرا من تحمل المسؤوليات ..
فأوكلها البعض إلى السائق ..
حتى بتنا لا نعرف من المسؤول هنا ومن الزوج ؟! هذا أم ذاك ..
وأختلطت لدينا المفاهيم ..
وهناك من تهرب من المسؤولية فأوكلها لرفيقة عمره ..
فأصبحت تكد في البيت وخارجه ..
فنراها تزاحم الرجال في الشوارع والطرقات ..وفي الأسواق والمؤسسات..
فذئب ينهش في لحمها وعظمها ..وآخر يخدش في حيائها ..
وآخر يجرح في كبريائها ويهين كرامتها ..
هذه غلطتك أيها المعتصم ..فقد تسببت بالبلاء لمن تبعك من أشباه الرجال..
ونجدتك للمرأة كانت عار عليهم وشنار ..
فهاهن النساء يصرخن كل يوم ..وامعتصماه ..
فنراهم يلوذون بالصمت ويعلوهم الوجوم ..
ومن أبتلاه الله منهم بالجهل يقول ..
أنها تستحق ما نالها ..ما بالها خرجت من بيتها ..ألم تؤمر بالمكوث فيه ..
وما علموا أنها أُخرجت منه ولم تَخرج ..!
أنا لن ألوم بنات جنسي ..عندما أرى تبرجهن..!!
لن ألومهن بقدر ما ألومكم ..!!
أتدرون لم يا معشر الرجال ؟
لانهن لم يجدن من يأخذ بأيديهن وينصحهن ..
لم يجدن من يكون الراعي المسؤول عنهن..
( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)
لم يجدن من يغار عليهن ..ويثأر لأجل عفتهن ..
لو وجدن مثقال ذرة غيرة ..
لما أنتشر الزنا والخنا ..والفجور والسفور ..
فأين شهامتكم ..!!!
وإلى من إدعى الشهامة ..
فطغت غيرته على عقله ..
فلا ينسى نفسه إذا أستعرت غيرته .. فيجيز لنفسه ما يحرِمه على غيره ..
فالغيرة لا تقف عند صون المرء عرضه .. بل تملي عليه أن يصون أعراض الناس ..
فيحفظ بصره ، ولسانه ، ويده ..
فأين شهامتك أيها الرجل ..بل أين رجولتك؟
وأين ضاعت المباى ..ودُفنت القيم ؟
هل من عودة للوراء ..لنسترجع رجولة الآباء !!!
أتمنى ذلك ..
حديثي لا أعممه على شتى الرجال ..
فلا يأخذ أحد منكم الحديث على نفسه ويحمله فوق ما يحتمل ..
فمن الرجال من نعتز بهم .. ومن ملكوا القلوب بشهامتهم ..
والسلام عليكم ..